понедельник, 25 апреля 2011 г.

«مبغَضين من جميع الامم»

في الامسية الاخيرة التي قضاها يسوع مع رسله قبل موته، ذكَّرهم‏: «ليس عبد اعظم من سيده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم. وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي لأنهم لا يعرفون الذي ارسلني.» - يوحنا ١٥‏:٢٠، ٢١ .
لم يكن يسوع يفكِّر في مجرد حالات منفردة من عدم التسامح. فقبل ثلاثة ايام فقط قال‏: «تكونون مبغَضين من جميع الامم لاجل اسمي.» - متى ٢٤‏:٩ .
لكنَّ يسوع نصح أتباعه انهم عند مواجهة الاضطهاد لا يجب ان يلجأوا الى الاسلحة الجسدية. (متى ٢٦‏:٤٨-٥٢) ولا يجب ان يشتموا مضطهِديهم او يسعوا الى الانتقام. (رومية ١٢‏:١٤؛ ١ بطرس ٢‏:٢١-٢٣) أفلا يمكن ان يصير حتى اولئك المضطهِدون مؤمنين يوما ما؟ (اعمال ٢‏:٣٦-٤٢؛ ٧‏:٥٨-٨‏:١؛ ٩‏:١-٢٢) فالانتقام كان يجب ان يُترك لله. - رومية ١٢‏:١٧-١٩ .
من المعروف جيدا ان المسيحيين الاولين كانوا مضطهَدين بقسوة من الحكومة الرومانية. ولكن من الجدير بالملاحظة ايضا ان مضطهِدي يسوع المسيح الرئيسيين كانوا القادة الدينيين وأن بيلاطس البنطي، الحاكم الروماني، نفَّذ الحكم في يسوع لانهم طلبوا ذلك. (لوقا ٢٣‏:١٣-٢٥) وبعد موت يسوع، كان القادة الدينيون ثانية في طليعة الذين اضطهدوا أتباع يسوع. (اعمال ٤‏:١-٢٢؛ ٥‏:١٧-٣٢؛ ٩‏:١، ٢) ألم تكن الحالة كذلك ايضا في الازمنة الاحدث؟
معاملة وحشية في معسكرات الاعتقال
كان ادولف هتلر حليفا طوعيا لرجال الدين. وفي السنة ١٩٣٣، السنة نفسها التي وُقِّعت فيها اتفاقية بين الڤاتيكان والمانيا النازية، شنَّ هتلر حملة لابادة شهود يهوه في المانيا. وبحلول السنة ١٩٣٥ حُرموا من حماية القانون في الامة بكاملها. ولكن مَن حرَّض على ذلك؟
اذ كتب كاهن كاثوليكي في دِر دوتشه ڤايڠ (جريدة تصدر باللغة الالمانية في لودز، پولندا)، قال في عددها الصادر في ٢٩ ايار ١٩٣٨‏: «هنالك الآن بلد واحد على الارض حيث المدعوون . . . تلاميذ الكتاب المقدس [شهود يهوه] تحت الحظر. انه المانيا! . . . وعندما تولَّى ادولف هتلر السلطة، وكرَّرت الاسقفية الكاثوليكية الالمانية طلبها، قال هتلر‏: ‹ان المدعوين تلاميذ الكتاب المقدس الجدّيين [شهود يهوه] هؤلاء هم مثيرون للمتاعب؛ . . . انا اعتبرهم دجالين؛ ولا احتمل ان يلوِّث القاضي الاميركي رذرفورد هذا الكاثوليك الالمان بهذه الطريقة؛ انا احلّ [شهود يهوه] في المانيا.›» - الحروف المائلة لنا.
وهل كانت الاسقفية الكاثوليكة الالمانية وحدها التي ارادت اتخاذ اجراء كهذا؟ كما ورد في Oschatzer Gemeinnützige، عدد ٢١ نيسان ١٩٣٣، تكلم القس اللوثري أوتو في خطاب اذاعي في ٢٠ نيسان عن «التعاون الاوثق» من جهة الكنيسة اللوثرية الالمانية لولاية سكسونيا مع القادة السياسيين للامة، ثم اعلن‏: «ان اولى نتائج هذا التعاون يمكن ان يُخبَر بها في الحظر الذي فُرض اليوم على جمعية تلاميذ الكتاب المقدس الجدّيين من جميع الامم [شهود يهوه] وأقسامها الفرعية في سكسونيا.»
وبعد ذلك اطلقت الدولة النازية العنان لاحد اكثر الاضطهادات بربرية ضد المسيحيين في التاريخ المسجَّل. فأُلقي آلاف من شهود يهوه - من المانيا، النمسا، پولندا، تشيكوسلوڤاكيا، النَّذَرلند، فرنسا، وبلدان اخرى - في معسكرات الاعتقال. وهناك أُخضعوا لاكثر المعاملات قساوة وسادية التي يمكن تصورها. ولم يكن غير عادي ان يُشتموا ويُرفسوا، ثم ان يُجبَروا على القيام بحركات شاقة تشمل حني الجسم عند الركبتين، القفز، والزحف ساعات دون انقطاع، حتى يُغمَى عليهم او ينهاروا من التعب الشديد، فيما يضحك الحرّاس بابتهاج. وأُجبر البعض على الوقوف عراة او بثياب قليلة في الفِناء في منتصف الشتاء. وجُلد كثيرون حتى أُغمي عليهم وتغطَّت ظهورهم بالدم. واستُخدم آخرون كحقول تجارب في الاختبارات الطبية. وعُلِّق البعض من معاصمهم وأذرعهم مربوطة وراء ظهرهم. ورغم ضعفهم بسبب الجوع ولباسهم غير الكافي في الطقس القارس، كانوا يُجبَرون على القيام بأشغال شاقة، عاملين ساعات طويلة، مستعملين غالبا ايديهم فيما كانت تلزم الرفوش والادوات الاخرى. والرجال والنساء على السواء أُسيئت معاملتهم على هذا النحو. وكانت اعمارهم تتراوح بين سنوات المراهقة والسبعينات. وكان معذِّبوهم يصرخون متحدّين يهوه.
وفي محاولة لاضعاف معنويات الشهود، امر قائد المعسكر في زاكسنهاوزن باعدام اوڠست ديكمان، شاهد حدث، في حضور جميع السجناء، مع وجود شهود يهوه في المقدِّمة حيث يكون الوقع شديدا عليهم. وبعد ذلك صُرف باقي السجناء ولكن كان على شهود يهوه ان يبقوا. وبتشديد كبير سألهم القائد، ‹مَن هو مستعد الآن لتوقيع البيان؟› - بيان ينكر فيه المرء ايمانه ويعبِّر عن الرغبة في الصيرورة جنديا. فلم يُجب احد من الشهود ال ٤٠٠ او اكثر. ثم تقدَّم اثنان! كلا، لا ليوقِّعا، بل ليطلبا الغاء توقيعيهما اللذين أُعطيا قبل سنة تقريبا.
وفي معسكر بوكنْوُلد مورس ضغط مماثل. فقد ابلغ الضابط النازي رودل الشهود‏: «اذا رفض احدكم ان يقاتل ضد فرنسا او انكلترا، فستموتون كلكم!» وكانت تنتظر عند بيت الحراسة فرقتان من وحدات الحماية ال SS مدجَّجتان بالسلاح. فلم يستسلم ولا واحد من الشهود. وتبعت ذلك معاملة قاسية، لكنَّ تهديد الضابط لم يُنفَّذ. وصار معروفا جيدا ان الشهود، فيما يقومون في المعسكر بأيّ نوع تقريبا من العمل يعيَّن لهم وعلى الرغم من معاقبتهم بالتجويع المنظَّم والعمل الشاق، يرفضون بثبات ان يفعلوا شيئا يدعم الحرب او موجَّها ضد رفيق سجين.
يعجز الكلام عن وصف اختباراتهم المريعة. لقد مات مئات منهم. وبعد تحرير الناجين من المعسكرات في نهاية الحرب كتب شاهد من فلاندر‏: «الرغبة الثابتة في العيش، الرجاء والثقة بيهوه، الذي هو كلي القدرة، والمحبة للثيوقراطية، هي التي مكَّنتنا من احتمال كل هذا واحراز النصر. - رومية ٨‏:٣٧ .»
لقد أُبعد الوالدون عن اولادهم بلا رحمة. وأُبعد رفقاء الزواج احدهم عن الآخر، والبعض لم يسمعوا ثانية قط احدهم عن الآخر. وبعد وقت قصير من زواجه قُبض على مارتن پويتسنڠر وأُخذ الى المعسكر السيئ السمعة في داخاو، ثم الى ماوتهاوزن. وسُجنت زوجته، ڠيرتْرُوت، في رَڤنْسْبروك. ولم يريا واحدهما الآخر طوال تسع سنوات. واذ تذكَّر اختباراته في ماوتهاوزن، كتب لاحقا‏: «جرَّب الڠستاپو كل طريقة لحملنا على كسر ايماننا بيهوه. فنظام التجويع، الصداقات الخدَّاعة، الاعمال الوحشية، الاجبار على الوقوف في زنزانة ضيقة جدا يوما بعد يوم، التعليق بعمود طوله عشر اقدام (٣ م) من المعصمين وهما ملويَّان وراء الظهر، الجَلد - كل هذه وغيرها من الامور التي ذكْرها مخز جدا، جُرِّبت.» لكنه بقي وليا ليهوه. وكان بين الناجين ايضا، وخدم لاحقا كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.

понедельник, 4 апреля 2011 г.




رسالة موجَّهة الى العالم أجمع
نهاية الدين الباطل اقتربت!
▪ ما هو الدين الباطل؟
▪ كيف سيبلغ نهايته؟
▪ ما تأثير هذا الحدث عليك؟
ما هو الدين الباطل؟
هل تُحزنك او تضايقك الجرائم المرتكبة باسم الدين؟ هل يجعلك مفهومك للعدل تنتفض إزاء ما يُخاض من حروب وما يُرتكب من ارهاب وفساد على ايدي مَن يدَّعون خدمة الله؟ لماذا يقف الدين على ما يبدو وراء هذا العدد الكبير من المشاكل؟ لا يقع اللوم في الحقيقة على الدين ككل، بل على الدين الباطل. فقد اشار يسوع المسيح، وهو شخصية دينية يحترمها الناس في معظم انحاء العالم، الى ان الدين الباطل يُنتج اعمالا شريرة مثلما ‹تُنتج الشجرة الفاسدة ثمرا رديئا›. (متى ٧‏:١٥-١٧) فما الثمر الذي يُنتجه الدين الباطل؟
الدين الباطل . . .
يتورَّط في الحروب ويتدخَّل في السياسة‏: تقول مجلة اسبوع آسيا (بالانكليزية)‏: «في جميع انحاء آسيا وخارجها، لا يتورَّع القادة المتعطِّشون الى السلطة عن التلاعب بمشاعر الناس الدينية لتحقيق مآربهم». وتحذِّر هذه المجلة من ان «العالم يقف [بنتيجة ذلك] على شفير الغرق في فوضى عارمة». قال احد القادة الدينيين البارزين في الولايات المتحدة‏: «لا بد من القضاء على الارهابيين لوقف القتل». وما هو الحل برأيه؟ «إبادتهم عن بكرة ابيهم باسم الرب». وبالتباين مع ذلك، يقول الكتاب المقدس‏: «ان قال احد‏: ‹اني احب الله›، ولكنه يبغض اخاه، فهو كاذب». (١ يوحنا ٤‏:٢٠) حتى ان يسوع قال‏: «احبوا اعداءكم». (متى ٥‏:٤٤) فكم من الاديان برأيك يشترك اعضاؤها في الحروب؟
يبثّ العقائد الباطلة‏: تعلِّم معظم الاديان ان النفس او الروح جزء من الانسان غير منظور، يبقى حيٍّا بعد موت الجسد. وبواسطة هذا التعليم تستغل اديان كثيرة رعاياها فتتقاضى منهم أجرا على الصلاة عن انفس الموتى. اما الكتاب المقدس فيعلِّم تعليما مغايرا، اذ يقول‏: «النفس التي تخطئ هي تموت». (حزقيال ١٨‏:٤) «الاحياء يعلمون انهم سيموتون، اما الاموات فلا يعلمون شيئا». (جامعة ٩‏:٥) من جهة اخرى، علَّم يسوع ان الموتى سيُقامون. فلو كان الانسان يملك نفسا خالدة، لما كانت قيامة الاموات ضرورية. (يوحنا ١١‏:١١-٢٥) فهل يعلِّم دينك ان النفس لا تموت؟
يتغاضى عن العلاقات الجنسية الفاسدة ادبيا‏: في البلدان الغربية، تسمح بعض الطوائف المسيحية برسم اللواطيين والسحاقيات كهنة، وهي تطالب الحكومات بأن تشرِّع زواج مثليِّي الجنس. حتى الكنائس التي تدين الفساد الادبي تراها تغضّ النظر عن رجال الدين الذين يرتكبون الاساءات الجنسية بحق الاولاد. ولكن ماذا يعلِّم الكتاب المقدس في هذا الخصوص؟ انه يقول بصراحة‏: «لا تضلوا. لا عاهرون، ولا عبدة اصنام، ولا زناة، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور . . . يرثون ملكوت الله». (١ كورنثوس ٦‏:٩، ١٠) فهل تعرف اديانا تتغاضى عن الفساد الادبي الجنسي؟
ماذا يخبِّئ المستقبل للاديان التي تنتج ثمرا فاسدا؟ حذَّر يسوع‏: «كل شجرة لا تنتج ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار». (متى ٧‏:١٩) نعم، سيُقطع الدين الباطل كشجرة رديئة ويُزال عن الوجود! ولكن كيف سيحدث ذلك ومتى؟ ان رؤيا نبوية مسجلة في الكتاب المقدس في سفر الرؤيا، الاصحاحين ١٧ و ١٨، تجيبنا عن هذا السؤال.
كيف سيبلغ الدين الباطل نهايته؟
تخيَّل هذا المشهد‏: عاهرة جالسة على ظهر وحش مخيف له سبعة رؤوس وعشرة قرون. (رؤيا ١٧‏:١-٤) فمَن تمثِّل يا تُرى؟ ان هذه العاهرة لها نفوذ «على ملوك الارض». وهي فاحشة الثراء، تلبس الارجوان، وتستعمل البخور. وقد «ضلَّت جميع الامم» بممارستها الارواحية. (رؤيا ١٧‏:١٨؛ ١٨‏:١٢، ١٣، ٢٣) ان الكتاب المقدس يُظهر لنا ان هذه العاهرة كيان ديني عالمي. وهي لا تمثِّل دينا واحدا محدّدا، بل كل الاديان التي تنتج ثمرا فاسدا.
ويمثِّل الوحش الذي تركبه العاهرة قوى العالم السياسية. (رؤيا ١٧‏:١٠-١٣) فالدين الباطل يمتطي هذا الوحش السياسي، محاولا التأثير في قراراته والتحكُّم في مساره.
ولكن عمّا قريب سيقع حدث غير معتاد يثير الدهشة. وذلك ان «القرون العشرة التي رأيت، والوحش، هؤلاء سيبغضون العاهرة ويجعلونها خربة وعريانة، ويأكلون لحومها ويحرقونها كاملا بنار». (رؤيا ١٧‏:١٦) فبصورة مفاجئة وصاعقة، ستنقلب القوى السياسية في العالم على الدين الباطل وتبيده كليٍّا! وبإيعاز ممَّن سيفعلون ذلك؟ يجيب الكتاب المقدس في سفر الرؤيا‏: «الله وضع في قلوبهم ان ينفِّذوا فكره». (رؤيا ١٧‏:١٧) اجل، سيحاسب الله الدين الباطل المشبَّه بعاهرة على جميع الاعمال الدنيئة التي ارتكبها باسمه. وفي خطوة تنمّ عن عدله المطلق، سيستخدم الله العشاق السياسيين لهذه العاهرة المجازية كأداة لتنفيذ الحكم فيها.
فماذا ينبغي ان تفعل لكيلا تشاطر الدين الباطل مصيره؟ يحثّ ملاك الله قائلا‏: «اخرجوا منها، يا شعبي». (رؤيا ١٨‏:٤) والآن هو الوقت للابتعاد عن الدين الباطل. ولكن الى اين يمكنك اللجوء؟ ليس الإلحاد ملجأ آمنا، لأن مستقبله هو ايضا مظلم. (٢ تسالونيكي ١‏:٦-٩) ان الملجأ الوحيد هو الدين الحق. فكيف تميِّز الدين الحق؟
كيف تميِّز الدين الحق؟
اي ثمر جيد ينبغي ان ينتجه الدين الحق؟ - متى ٧‏:١٧.
الدين الحق . . .
يعرب عن المحبة‏: ان العبّاد الحقيقيين «ليسوا جزءا من العالم»، ولا تقسِّمهم الحواجز العرقية او الثقافية، بل يعربون عن ‹المحبة بعضهم لبعض›. (يوحنا ١٣‏:٣٥؛ ١٧‏:١٦؛ اعمال ١٠‏:٣٤، ٣٥) وهم لا يقتلون واحدهم الآخر، بل يكونون مستعدين للتضحية بحياتهم في سبيل اخوانهم. - ١ يوحنا ٣‏:١٦.
يتَّكل على كلمة الله‏: لا يعلِّم الدين الحق ‹تقاليد› و «تعاليم هي وصايا الناس»، بل يؤسِّس تعاليمه على كلمة الله، الكتاب المقدس. (متى ١٥‏:٦-٩) ولماذا؟ لأن «كل الاسفار المقدسة موحى بها من الله ونافعة للتعليم، والتوبيخ، والتقويم». - ٢ تيموثاوس ٣‏:١٦.
يقوِّي الروابط العائلية ويتمسَّك بالمبادئ الاخلاقية السامية‏:
يعلِّم الدين الحق الازواج «ان يحبوا زوجاتهم كأجسادهم»، ويساعد الزوجات على تنمية ‹الاحترام العميق لأزواجهن›، ويشير على الاولاد ان ‹يطيعوا والديهم›. (افسس ٥‏:٢٨، ٣٣؛ ٦‏:١) كما ينبغي ان يكون اعضاؤه المكلَّفون بمسؤولية الاشراف قدوة حسنة في الآداب والاخلاق. - ١ تيموثاوس ٣‏:١-١٠.
فهل هنالك دين تنطبق عليه هذه المعايير؟ يقول كتاب السياسة وراء المحرقة (بالانكليزية) الصادر عام ٢٠٠١‏: «لو ان المزيد من الناس يمارسون ما يكرز به ويمارسه شهود يهوه، لما حدثت عمليات التطهير العرقي ولارتاح العالم من الابادات الجماعية التي تبتليه».
نعم، ان شهود يهوه في ٢٣٥ بلدا لا يكرزون بمبادئ الكتاب المقدس الاخلاقية فحسب، بل يطبِّقونها ايضا في حياتهم. ونحن نشجِّعك ان تطلب المساعدة من شهود يهوه على تعلُّم ما يطلبه الله منك لكي تكون عبادتك له مَرْضيّة. إنه الاوان لاتِّخاذ اجراء حاسم، والامر لا يحتمل التأجيل. فنهاية الدين الباطل قد اقتربت! - صفنيا ٢‏:٢، ٣.
□ دون اي التزام من جهتي، ارغب في الحصول على نسخة من كراسة داوِم على السهر!
□ من فضلكم اتصلوا بي من اجل درس بيتي مجاني في الكتاب المقدس.

الريش من روائع التصميم الذكي

يخفق النورس بجناحيه، فترفعه كل خفقة جناح صعودا نحو السماء. وحالما يصير محمولا في الجو، يحوم ويحلِّق دونما جهد مستفيدا من تيارات الهواء. فيبقى معلقا في الجو يكاد لا يتحرك إلا ليعدل قليلا زاوية جناحيه وذيله. فما الذي يمكّنه من الطيران بمثل هذه الرشاقة والبراعة؟ يلعب الريش دورا بارزا في هذه المعجزة.

تنفرد الطيور بأنها الحيوانات الوحيدة اليوم التي لها ريش. ولمعظم الطيور عدة انواع من الريش، أكثرها وضوحا الريش الكِفافي المتراكب الذي يعطيها شكلها الانسيابي الناعم. ويشمل الريش الكِفافي ريش الذنَب والجناحَين الذي لا غنى عنه للطيران. ولطائر الطنّان مثلا اقل من ٠٠٠,‏١ ريشة كِفافية، في حين قد يكون للتَّم اكثر من ٠٠٠,‏٢٥.
الريش هو من روائع التصميم. فالعِرْق الوسطي للريشة، المسمى العِراق، يمتاز بقوة كبيرة لكنه في الوقت نفسه مرن. وتمتد من العِراق صفوف من البُرائلات (الشُّعَيرات) المتراصّة التي تشكل نصل الريشة. وتلتصق البُرائلات الواحدة بالاخرى بواسطة مئات البُرَيئلات (الشُّعَيرات الدقيقة) المتناهية الصغر التي تتشابك مثل اسنان السحَّاب. وعندما تنفصل البُرَيئلات بعضها عن بعض، يكفي ان يسوي الطائر ريشه بمنقاره لتتشابك من جديد. ويمكنك انت ايضا ان تفعل الامر نفسه اذا مرَّرت برفق ريشة منَسَّلة بين اصبعيك.
يتميز ريش الطيران في الجناحَين خصوصا بكونه غير متناظر النصفَين، اذ ان نصف النصل الامامي المواجه للهواء اضيق من النصف الخلفي. وهذا التصميم الذي يشبه تصميم منساب هوائي نموذجيا يتيح لكل ريشة طيران ان تعمل كجناح صغير متكامل. بالاضافة الى ذلك، اذا امعنْتَ النظر في ريشة طيران كبيرة، فسترى ثلما على طول الجهة السفلية للعِراق. وهذه الميزة البسيطة في تصميم الريشة تقوّي العِراق مما يسمح له بأن يلتوي وينفتل دون ان ينبعج.

وظائف الريش المتعددة
يتوزع بين الريش الكِفافي عند الكثير من الطيور ريش طويل دقيق يُسمى الريش الخيطي، بالاضافة الى نوع آخر من الريش هو الريش الزغبي المسحوقي. ويُظن ان للطائر مجسّات عند قاعدة الريش الخيطي تنبهه لأي اضطراب في ريشه الخارجي، وربما تساعده ايضا على تحديد سرعته الهوائية. اما الريش الزغبي المسحوقي، وهو النوع الوحيد من الريش الذي ينمو باستمرار ولا يتبدل، فتتفتت بُرائلاته بحيث تصير مسحوقا ناعما يُظن انه يجعل ريش الطائر صامدا للماء.
للريش ايضا وظيفة اخرى، ألا وهي حماية الطائر من الحرارة والبرد والاشعة فوق البنفسجية. فللبط البحري، مثلا، قدرة على تحمل رياح المحيط القارسة. كيف؟ تحت كساء ريشه الكِفافي شبه المنيع طبقة كثيفة من الريش الزغبي الناعم المسمى الريش السفلي، تصل سماكتها الى نحو ٧,‏١ سنتيمتر وتغطي معظم جسم البطة. وهذا الريش الطبيعي عازل حراري فعّال جدا، ولم تُبتكر بعد اية مادة اصطناعية تضاهيه في الفعّالية.
مع الوقت يبلى الريش، فتستبدله الطيور في عملية تُدعى التحسير، تطرح خلالها ريشها القديم وينبت لها ريش جديد. ومعظم الطيور تطرح ريش اجنحتها وذنَبها بالتعاقب والتوازي، بحيث لا تفقد قدرتها على الطيران.

«فائق الحد في الكمال»
يتطلب بناء الطائرات الآمنة دقة متناهية في التصميم والهندسة والتنفيذ. فما القول في الطيور والريش؟ بغياب الأدلَّة الأُحفورية، يحتدم النقاش بين مؤيِّدي التطور حول كيفية نشوء الريش. وتقول مجلة ساينس نيوز (بالانكليزية) ان هذا النقاش تسوده «انفعالات المتشددين» و «حماس علماء الاحافير» و «الشتائم اللاذعة». اعترف احد علماء الاحياء المؤيِّدين لنظرية التطور بعد ندوة دعا اليها حول تطور الريش‏: «لم اتصور قط ان اي مسألة علمية يمكن ان تسبِّب هذا القدر من السلوك القبيح والمرارة». فلو تطور الريش حقا، فما الداعي ان يحتد النقاش حول هذه المسألة الى هذه الدرجة؟!
يذكر دليل علم الطيور - البنى والوظائف في اجسامها (بالانكليزية) الذي اصدرته جامعة يَيل‏: «المشكلة هي ان الريش فائق الحد في الكمال». فلا دليل ان الريش لزمته اية تحسينات على الاطلاق. وفي الواقع «ان اقدم ريشة أُحفورية معروفة لها شكل حديث جدا بحيث لا يمكن تمييزها من ريش الطيور اليوم». غير ان نظرية التطور تفيد بأن الريش لا بد ان يكون قد ظهر نتيجة تغيُّرات تدريجية تراكمت على مر الوقت في الزوائد النامية على جلد الطائر في مراحل اسبق. علاوة على ذلك، كما يقول كتاب دليل علم الطيور، «من المستحيل ان يكون الريش قد تطور دون ان يكون قد اكتسب في كل مرحلة متوسطة ميزات تكيُّفيَّة مفيدة».
بكلمات اخرى، من المستحيل ان يؤدي التطور، حتى نظريا، الى ظهور الريش ما لم تؤدِّ كل مرحلة في سلسلة طويلة من التغيُّرات العشوائية المتوارثة في بنية الريشة الى تحسين فُرَص بقاء الحيوان تحسينا ملموسا. لهذا السبب يجد كثيرون، حتى بين مؤيِّدي نظرية التطور، ان فكرة تطور شيء معقد وكامل من الناحية الوظيفية كالريش هو من شطحات الخيال.
علاوة على ذلك، لو تطور الريش تدريجيا على مر فترات طويلة، لاحتوى سجل الاحافير على اشكال متوسطة. لكن لم توجد قط اشكال كهذه، بل وُجدت فقط بقايا ريش مكتمل. يذكر دليل علم الطيور‏: «لسوء حظ مؤيِّدي نظرية التطور، ان الريش معقد جدا».
الريش وحده غير كافٍ للطيران
ليس كمال الريش إلّا مشكلة واحدة في المعضلة التي يواجهها مؤيِّدو التطور. فقد صُمِّمت جميع اجزاء جسم الطائر لكي تلعب دورا في الطيران. للطائر، مثلا، عظام مجوَّفة خفيفة الوزن وجهاز تنفسي فائق الفعالية، بالاضافة الى عضلات متخصصة تساعده ان يرفرف بجناحَيه ويتحكم فيهما. حتى ان للطائر عددا من العضلات التي تتحكم في وضعية الريشة، وأعصابا تصل كل عضلة بدماغه الصغير المدهش والمُبرمج للتحكم تلقائيا بكل هذه الاجهزة والاعضاء بدقة وفي وقت واحد. نعم، كل هذه العناصر التي تشكل معا وحدة معقدة متكاملة هي ما يمكّن الطائر من الطيران، وليس الريش فقط.
لا تنسَ ايضا ان كل طائر ينمو من خلية واحدة تحتوي على جميع المعلومات اللازمة لنموه ولعمل غرائزه حتى يتمكن يوما ما من الطيران. أفَيُعقل ان يكون كل ذلك قد ظهر نتيجة سلسلة طويلة من الصدَف المؤاتية؟ ام ان التفسير الابسط هو في الوقت نفسه الاقرب الى المنطق والأدق علميا، اي ان الطيور وريشها تشهد شهادة بليغة على انها من ابداع خالق فائق الذكاء؟ ان الادلة غنية عن البيان. -  روما ١‏:٢٠.
 فإن صفاته غير المنظورة، أي قدرته السرمدية وألوهته، ترى بوضوح منذ خلق العالم، لأنها تدرك بالمصنوعات، حتى إنهم بلا عذر.
هذه الريشة الأُحفورية هي من الاركْيوبتَريكس، وهو حيوان منقرض يُشار اليه احيانا على انه «حلقة مفقودة» في سلسلة نسب الطيور الحديثة. لكنّ معظم علماء الاحافير ما عادوا يعتبرونه سلَفا للطيور الحديثة.
«دليل» مزيَّف
  ان بعض «الادلَّة» الأُحفورية التي نودِيَ بها ذات مرة برهانا على تطور الطيور من مخلوقات اخرى، تبيَّن مع الوقت انها مزوَّرة. مثلا، أوردت مجلة ناشونال جيوغرافيك سنة ١٩٩٩ مقالة حول أُحفورة لحيوان مكسو بالريش له ذنَب شبيه بذنَب الدينوصور. وأعلنت المجلة ان هذا الحيوان هو «حقا حلقة مفقودة في السلسلة المعقدة التي تصل بين الدينوصورات والطيور». لكن تبيَّن ان الأُحفورة مزيَّفة، لكونها مركّبة من أُحفورتَين لحيوانَين مختلفَين. وفي الواقع لم تُكتشف قط اية «حلقة مفقودة» بين الدينوصورات والطيور.
من خلال عينَي طائر
  لطالما أُعجب البشر بألوان الطيور الزاهية والتي غالبا ما تكون متقزّحة. لكنّ الريش في اعين الطيور اجمل منه في اعين البشر. فأعين بعض الطيور فيها اربعة انواع من الخلايا المخروطية الحسّاسة للَّون، في حين ان اعيننا فيها ثلاثة انواع فقط. وهذا يتيح للطيور رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا يستطيع البشر رؤيته. فمع ان ذكور وإناث بعض انواع الطيور تبدو لنا متشابهة، يعكس ريش الذكر الضوء فوق البنفسجي بطريقة مختلفة عن ريش الانثى. ويمكن للطيور ان تميز الفرق، مما يساعدها ان تعثر على رفيق للتزاوج.